الحرائق في سوريا والعالم: تهديد للأرض ومستقبل الأجيال
الحرائق في سوريا والاسباب , اهمية المساهمة المجتمعية
JANSEZ
9/14/20251 min read


الحرائق في سوريا والعالم: تهديد للأرض ومستقبل الأجيال
يشهد الساحل السوري منذ صيف 2025 سلسلة حرائق ضخمة اجتاحت الغابات والمحميات الطبيعية، وبلغت ذروتها في محافظات اللاذقية وطرطوس، وتمتد أحياناً إلى ريف حماة. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الطوارئ السورية وفِرَق الدفاع المدني والهلال الأحمر، والدعم الإقليمي من تركيا والأردن ولبنان وقبرص، لا تزال بعض بؤر الحرائق نشطة بسبب التضاريس الجبلية الوعرة وسرعة الرياح وشح مصادر المياه، إضافة إلى استغلال بعض ضعاف النفوس للوضع في تجارة الفحم أو تدخل فلول النظام البائد، ما زاد من حجم الأضرار بشكل واضح.
تتعدى تأثيرات الحرائق الأشجار المحترقة لتصل إلى التربة الغنية بالمواد العضوية، فتزداد مخاطر الانجراف والتصحر. الأراضي التي كانت صالحة للزراعة أو المشاريع العمرانية تتحول تدريجياً إلى مساحات فقيرة، ويضعف مخزونها المائي، ما يهدد الأمن الغذائي والاستدامة البيئية للأجيال القادمة. فالانسان السوري اليوم بحاجة لعودة قوية لماضيه العريق , سواء بالتشجير أم بالحفاظ على المسطحات الخضراء وما تاريخ الغوطة عنا ب بعيد.
ولا يقتصر الأمر على سوريا، إذ يشهد العالم زيادة ملحوظة في حرائق الغابات بفعل تغير المناخ والإهمال البشري. ففي صيف 2025، اجتاحت موجات الحر فرنسا وإسبانيا والبرتغال، وأتت على آلاف الهكتارات من الغابات، مما أجبر آلاف السكان على النزوح، بينما تكافح فرق الإطفاء للسيطرة على الحرائق في مناطق واسعة وسط درجات حرارة قياسية.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الغابات في مناطق مثل كاليفورنيا وأستراليا وسيبيريا فقدت قدرة كبيرة على التعافي بعد الحرائق، إذ لم تتمكن ثلثا الغابات المتضررة من استعادة كثافتها النباتية خلال سبع سنوات، وهو ما يعكس تأثيراً طويل الأمد على النظام البيئي. كما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وتراجع رطوبة التربة إلى زيادة هشاشة الغابات وإطالة فترة التعافي، مما يحولها تدريجياً من مخازن للكربون إلى مصادر لانبعاثه.
في سوريا، تشير الوقائع إلى أن الحرائق ليست مجرد حوادث طبيعية، بل ظاهرة مركبة تجمع بين العوامل الطبيعية والبشرية، ويشكل تعدد بؤر الحرائق واستغلالها لأهداف تجارية وسياسية تهديداً مزدوجاً للبيئة والمجتمع.
يبدأ الحل بالوعي والمشاركة المجتمعية، من خلال تعزيز ثقافة الحفاظ على الغابات كمورد وطني ومصدر للحياة، ومنع افتعال الحرائق والتجارة غير المشروعة بالفحم، ودعم فرق الإطفاء بتوفير معدات حديثة وخطط وقائية طويلة المدى، بالإضافة إلى مشاركة المواطنين بشكل تطوعي للحد من انتشار الحرائق عند وقوعها.
وهنا تجدر الاشارة الى ضرورة الشجرة والمسطحات الخضراء حتى في المدن , وهذه ظاهرة عجيبة في المجتمع السوري ,فقد كان الاباء والاجداد في سوريا حريصون على زرعه حوش الديار ,اشجار و ورد و زهور و يكتمل المزاج بتلك البحرة في المنتصف, هذا الشيء ليش بالصدفة , فالاشجار تحسن من مزاج الانسان و تجلب له الحياة , سواء كان بأصوات الطيور ام حتى بالثمار و تبدل المشاعر و الاحاسيس مع ظهور البراعم وتساقط ورقه الأصفر لشهر أيلول..
الغابة ليست ملكاً لجيل واحد، بل هي ميراث جماعي للأجيال القادمة. الدفاع عنها يعني حماية الماء والتربة والهواء والمستقبل البيئي لسوريا والعالم. الحرائق التي تجتاح العالم اليوم تعلمنا درساً واضحاً وهو أن حماية الغابات لم تعد خياراً، بل ضرورة وجودية للحفاظ على الأرض بكل مكوناتها البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
المصادر
الجزيرة نت، تقارير حرائق الساحل السوري صيف 2025
شبكة الشرق الأدنى لحرائق الغابات والبراري
جسور للدراسات
منظمة الأغذية والزراعة، 2024، أثر الكوارث على الزراعة والأمن الغذائي
مجلة Nature Ecology and Evolution، دراسة تحليلية لحرائق الغابات العالمية بين 2001 و2021
FIRMS، نظام رصد الحرائق عبر الأقمار الصناعية