الزيتون السوري-أزمة لابد منها

لماذا نفشل في المنافسة العالمية؟ هل عجزنا عن عصر الزيتون؟

10/4/20251 min read

في قلب الريف السوري،ينتظر الفلاح ثمار اجتماع وزارة الزراعة السورية مع منظمة ألفاو , حيث يظل مزارعو الزيتون الفقراء والمعاقون كمن يقاتل الطبيعة بلا سلاح، محافظين على أشجارهم بجهد يومي وعرق مستمر. الحديث عن الاجتماعات الدولية واللقاءات الرسمية التي تناقش تطوير قطاع الزيتون يترك هؤلاء بعيدين عن صخب الأرقام والخطط الاستراتيجية.

الدراسات التي أُعدت تحت شعار رفع جودة الإنتاج وتعزيز التنافسية تبشر بمستقبل مشرق للزيت السوري في الأسواق العالمية، لكنها غالبًا ما تتجاهل الواقع اليومي للمزارع البسيط: نقص المياه، غياب الأسمدة، صعوبة الوصول للأسواق المحلية، وعدم القدرة على تحديث أدوات الزراعة أو المعالجة.

الوعود بآليات حديثة، ممارسات ذكية للتكيف مع المناخ، واستراتيجيات وطنية لتطوير سلسلة القيمة، تبدو بعيدة عن الأرض التي تعاني صغار الفلاحين فيها يوميًا. حتى مع رغبة الدولة والمنظمات في تحسين الإنتاج، تبقى الحاجة ماسة إلى دعم ملموس: مياه للشجر، أدوات بسيطة، تدريب عملي، وقروض صغيرة تمكن المزارع من تحسين إنتاجه والبقاء على قيد الحياة.

يبقى الزيتون رمزًا للصمود في سوريا،كما قال وزير الزراعة للايطالي في منظمة ألفاو في الشهر الفائت لكن الصمود وحده لا يكفي. أي تطوير حقيقي للقطاع لا يمكن أن ينجح إلا إذا بدأ من الواقع المباشر، من هؤلاء المزارعين الذين يصنعون الإنتاج بأيديهم، رغم كل التحديات، وهم الذين يحتاجون إلى أن تتحول الاجتماعات الكبيرة من كلمات على ورق إلى أفعال ملموسة تقف إلى جانبهم.

الرسالة واضحة: التنمية الحقيقية للزيتون السوري تبدأ بدعم المزارع الفقير والمعاق، أولاً على الأرض، قبل الحديث عن الأسواق العالمية أو تحسين المؤشرات الإحصائية.