فقمة الراهب السوري
انها ما تبقى لنا من حياة الفقمات , عاجل وانقذها
10/27/20251 min read


على شواطئنا التي كانت يومًا تغنّي بالموج والنوارس، هناك كائن مسالم يوشك أن يختفي بصمت.
إنها فقمة الراهب المتوسطية 🦭 — آخر من تبقّى من سلالةٍ عاشت هنا منذ آلاف السنين، تراقب البحر من كهوفٍ لا يدخلها سوى الضوء الخافت ورائحة الملح.
كانت هذه الفقمة تعرف شواطئنا كما نعرف نحن بيوتنا. بين صخور اللاذقية وبانياس، كانت تلد صغارها في الأمان، ثم تعود إلى البحر لتصطاد وتغنّي بصوتها الخافت الذي لا يسمعه إلا البحر نفسه.
لكنها اليوم، تختفي شيئًا فشيئًا، تهرب من ضجيج المرافئ، من مياهٍ تلوثت، ومن كهوفٍ هُدمت لتُقام مكانها أبنية لا تسمع صوت البحر.
أيها السوريون —
هذه الفقمة ليست مجرد حيوانٍ بحري، بل شاهدٌ على نقاء بحرنا، ودليلٌ على أن الحياة ما زالت تدبّ في مياهه.
وحين ترحل فقمة الراهب، لا ترحل وحدها؛ بل يأخذ البحر معها ذاكرته.
إلى السلطات البيئية في سوريا،
إن حماية هذه الكائنات ليست ترفًا بيئيًا، بل واجب وطني وأخلاقي.
فلنحمِ الكهوف الساحلية من التخريب، ولنمنع التلوث والصيد العشوائي، ولنمنح البحر فرصة ليتنفس من جديد.
ربما لا نسمع صوت فقمة الراهب، لكنها تسمع صمتنا.
فليكن هذا الصمت اليوم نداءً للفعل قبل أن يبتلع البحر آخر شهوده.
