ثقب الاوزون الى أين في سنة 2050
بضع دقائق في الهواء , كلام عن غاز الاوزان
Jansez
10/8/20251 min read


في زمنٍ تمتلئ فيه الأخبار بالقلق، يطلّ علينا خبر يُشبه النسمة بعد القيظ: طبقة الأوزون تتعافى.
تقرير حديث صدر عن المنظمة العالمية للأرصاد يؤكد أن الثقب الذي أرّق الكوكب طوال عقودٍ يتقلص عامًا بعد عام، وأن الأرض في طريقها لاستعادة درعها الأزرق بحلول منتصف هذا القرن. إنّه إنجاز علمي وإنساني يذكّرنا بأننا — رغم كل ما نفعل بالكوكب — ما زلنا قادرين على الإصلاح حين نتّحد.
لكن، ما هذا الثقب الذي أقلق العلماء وجعل الأمم تتعاهد على إنقاذه؟
طبقة الأوزون هي الوشاح الرقيق الذي يعلو الغلاف الجوي، وظيفته أن يمتص الأشعة فوق البنفسجية الضارة، تلك التي تهاجم الجلد والعين، وتضعف النباتات والكائنات الدقيقة في المحيطات.
حين اكتُشف في ثمانينات القرن الماضي أن الأوزون يتناقص فوق القطب الجنوبي، أدرك العالم أنه في ورطةٍ لم يعرف مثلها من قبل. السبب كان واضحًا: الإنسان.
المواد التي كنا نستخدمها في أجهزة التبريد والعطور والطلاءات — تلك المركبات التي تحتوي على الكلور والفلور — كانت تتسلل إلى السماء، وتفكّك جزيئات الأوزون واحدًا تلو الآخر.
توسّع الثقب لم يكن مجرد خللٍ في طبقةٍ جوية، بل جرس إنذار يدلّ على هشاشة توازن الأرض.
فحين يضعف الأوزون، يزداد نفاذ الأشعة القاسية إلى سطح الكوكب، فترتفع نسب سرطان الجلد، وتضعف محاصيلنا، ويختلّ توازن السلسلة البيئية من أبسط طحلب إلى أضخم حوت.
واليوم، ونحن نتابع تعافي الطبقة رويدًا رويدًا، لا ينبغي أن نكتفي بالتصفيق.
فما أنقذ الأوزون لم يكن صدفة، بل قرار إنساني عالمي، تجسّد في اتفاقية مونتريال عام 1987 التي منعت تلك الغازات.
إنه دليل حيّ على أن العلم حين يقترن بالإرادة، يستطيع أن يشفي جراح الكوكب.